كيف يمكن التخلص من هذه العادة السيئة التي مارسها الشخص لمدة 11 عامًا بسبب تأثير أصدقاء سيئين ورغبة في تصحيح أخطاء سابقة في رمضان؟ هل يجب عليه قضاء الأيام التي أفطر فيها في رمضان، وما الذي ينبغي فعله بعد اعتناق الإسلام؟
سؤال
قد كنت من ممارسي هذه العادة السرية لحوالي 11 سنة نتيجة أصدقاء السوء و أسباب أخرى تعرفونها جيدا. وبعد مجهودات مضنية وبعون من الله بدأت من التخلص منها بشكل ملموس وبموازاة هذا النجاح أريد إصلاح بعض أخطاء الماضي خاصة المتعلقة برمضان المعظم. وقد اطلعت على عدة استشارات في الموضوع وفي مواقع مختلفة لكني صدمت بأجوبة مختلفة وأحيانا متعارضة لنفس الإشكال. لذا أتوجه إليكم لمساعدتي بما يجب فعله بالضبط. و استشاراتي هي كالتالي.أولا هل ممارسة هذه العادة دون القذف في نهار رمضان يستلزم إعادة هذه الأيام أم ما حكم ذلك؟ ثانيا إذا كان الشخص يمارس هذه العادة بالشكل السابق ولم يكن يصلي فهل يجب عليه إعادة هذه الأيام بعد دخوله الإسلام أم ماذ؟ا. ثالثا و هو الأهم و الأخطر أنه في شهر رمضان ما قبل الماضي شاهدت بعض الصور الخليعة في الأنترنت فاشتعلت شهوتي بشكل جامح ولأخمدها حاولت ممارسة العادة السرية باستعمال اليد في البداية ثم نزعت يدي حتى لا يتم القدف فنمت على بطني وبدأت بعض تلك الصور تسيطر على مخيلتي من جديد فبدأت بحك القضيب مع السرير وأنا مستلق على بطني إلى أن فوجئت بالقذف دون أن تكون لي نية مسبقة بالقذف و العياذ بالله وكانت هذه هي أول مرة أقذف فيها في نهار رمضان بسبب هذه العادة الخبيثة منذ سنوات. لقد ارتبكت كثيرا بسبب هذا المصاب الجلل وترددت كثيرا في الاستشارة. لكني بعد اطلاعي على أسئلة عدة في الموضوع وخوفي من أن يدركني الموت قبل إصلاح هذه الأخطاء وأخيرا إيماني القوي و طمعي الكبير في مغفرة ربي لي قررت استشارتكم في الموضو ع كخطوة أولى في مسلسل الصلاح/ التوبة إن شاء الله تعالى رب العالمين.لذا ألتمس منكم الجواب الشافي و الواضح لكل مسألة من المسائل الثلاث السالفة الذكر حتى لا أقع في مشكلة تعارض أجوبة عدة لمسألة واحدة. و شكرا.
ملخص الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نشجعك على التوبة والإقلاع عن المعاصي، ونسأل الله أن يقبل توبتك. هذه العادة محرمة وضارة، خاصة خلال رمضان. إذا ارتكبتها، يجب قضاء الصوم بدون كفارة. عُد إلى الله واستعن بفتاوى أهل العلم في الأمور الملتبسة. الله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: ففي البداية نهنئك على أن الله تعالى وفقك للتوبة والإقلاع عما كنت ترتكبه من معاص ومنكرات. ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ويثبتك على طريق الحق ويمن عليك بالاستقامة عليها, فإنه تعالى يقبل توبة عبده ويفرح بها مهما عمل ذلك العبد من ذنوب ومنكرات, فرحمة الله تعالى واسعة وعفوه لا يتعاظمه شيء. قال تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { الزمر:53 } وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ { الشورى :25 } ثم ننبهك إلى أن العادة السرية محرمة ومخاطرها كثيرة, سبق بيانها في الفتوى رقم:33352 ، وعقوبة هذه المعصية أشد إذا تعمدها الإنسان في رمضان خصوصا في نهاره, فإذا ترتب على فعلها إنزال مني فالصوم فاسد يجب قضاؤه من غير لزوم كفارة عند جمهور أهل العلم, وإن لم يترتب عليها إنزال فالصوم صحيح مع حرمة الإقدام على فعلها ابتداء. وراجع الفتوى رقم:60665 والفتوى رقم:43348 . ومن ترك الصلاة عامدا منكرا لوجوبها فهو كافر بإجماع أهل العلم, وتاركها عمدا تكاسلا مع إقراره بوجوبها قد اختلف أهل العلم هل يحكم بكفره أم لا ؟ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 30330 فعلى القول بكون تارك الصلاة كافرا لا يلزمك قضاء الصلاة في مدة تركها, وكذلك لا يجب قضاء الصوم. وعلى القول بعدم كفر تارك الصلاة فالواجب عليك القضاء. فإذا كنت ضابطا لعدد الصلوات الفائتة وكذلك الأيام التي حصل فيها إفساد للصوم فالأمر واضح, وإن لم تضبط العدد فواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة, وراجع الفتوى رقم :72777 . ومشاهدة الصور الخليعة لا يجوز ومخاطره كثيرة, وراجع الفتوى رقم: 69464 وما قمت به من استلقاء على البطن ونحوه من دواعي خروج المني وبالتالي فقد تعمدت إخراجه في نهار رمضان فهذا حرام ويترتب عليه لزوم القضاء فقط عند جمهور أهل العلم كما سبق . والله أعلم.